حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1584331 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
09/4/2010

المصدر: الثبات - العدد 109
عدد القرّاءالاجمالي : 3537


بعد إنتهاء الإنتخابات العراقية، وقبل إعلان نتائجها،تنبأ الإحتلال الأميركي وبشر العراقيين بأيام سوداء دامية، وذلك على لسان الرئيس الأميركي أوباما وبعض أركانه السياسيين والعسكريين،وبطبيعة الحال ليسوا من المنجمين وقارئي الطالع العراقي،بل هم من يصنعون الحدث العراقي والأفغاني الدامي،و تحت شعار نشر الديمقراطية،لا بد من إسالة الدماء في الحارات والساحات الأفغانية والعراقية وغيرها، ولا بأس ببعض التزوير الذي تعتبره أميركا مقبولا، كما حصل في الإنتخابات الأفغانية وبتأكيد أوروبي أيضا،وكما هو الحال في الإنتخابات العراقية لإعطاء(القائمة العراقية) المرتبة الأولى،لما ما تثيره من حساسية لدى الشعب العراقي،عبر أعضائها من بعثيي صدام القدامى،الذين اثخنوا العراق وشعبه الجراح طيلة ثلاث عقود بحروبهم العبثية،والتي مهدت الطريق أمام الأميركي لغزو العراق، لتحقيق شعار دولة إسرائيل ،بأن حدودها من النيل إلى الفرات فسقط النيل عام 1967 وسقط الفرات عام 2003 ، وسقط ما بينهما أما بالتطبيع أو معاهدات السلام(الأردن ومصر)أو بالإعتدال، الإسم الملطف للتطبيع أو المهادنة.
وكان اميركا قد حرضت صدام حسين على مغامرته الأولى ضد إيران وأجبرت بعض العرب على دعمه وتمويل حربه،وحرضته أو أوقعت به عبر السفيرة الأميركية غلاسيي التي اختفت فيما بعد،لغزو الكويت،الذي مثل الضربة القاضية للحكم الصدامي تحضيرا للغزو.
وقد عاد الأميركيون ليلقحوا الشعوب ديمقراطيا ،بكؤوس من دماء،وبتقسيم الأوطان،ونهب للثروات،وتغييب لوحدة الشعب،مما يسهل عليهم، حكم إمارات الطوائف والقوميات،بدل مواجهة الدول الموحدة والقادرة على الممانعة ومقاومة المشاريع الإستعمارية.
كان صدام يتناول وجبته اليومية من الضحايا والدماء،بالمفرق بالإعدامات والإعتقال، بينما نجد الأميركيين يصنعون الوجبات السريعة والمكثفة ، بمجازرهم المصورة بالفيديو،ومعهم جماعات التكفير من القاعدة والسلفيين الذين دربوهم وكانوا بمثابة القفازات المخابراتية الحقيقية ،التي تشعل الساحات المطلوب تفتيتها، بشرط أن لا تصيب شظاياها الكيان الإسرائيلي، ولا بأس أن تقوم هذه الجماعات ، نتيجة الخيانة والهزال العقائدي والركاكةلمن يكتب بياناتها بأسمائها المختلفة، بضرب المقاومة في لبنان وغزة بحجة منعها من ضرب الكيان الإسرائيلي ،حتى صارت المقاومة في أدبياتهم متهمة بحماية إسرائيل ،ومع ان احدا لم يمنعهم من ضرب المصالح الإسرائيلية في العالم، بعدما ضربوا المدنيين في أسبانيا وبريطانيا وغيرها من البلاد الأوروبية بعدما تلكأت هذه الدول عن السير بشكل مطلق لمساعدة الأميركي عسكريا في أفغانستان والعراق، أو كما تفعل الآن لمعاقبة الروس لرفضهم السير بالعقوبات ضد إيران،فاستفاقت فجأة بعض الجماعات الإسلامية التي يستغلها الأميركيون أو يعملون بإسمها لإفتعال هذه التفجيرات الإنتحارية أو العمليات العسكرية.
إن الإدارة الأميركية، وعلى أعتاب استحقاق تعهدها بالإنسحاب العسكري من العراق في عام 2011 ،وبما أنها لم تستطع حتى اللحظة إستكمال مشاريعها سواء بضرب إيران أو حصار سوريا،أو القضاء على المقاومة في لبنان وفلسطين،فلا بد من إعادة جدولة هذا الإنسحاب وتعديله لمنحها فرصة جديدة علها تنجح في مخططاتها، ولذا لا بد من إشعال الفتنة في العراق عبر منع قيام سلطة سياسية حاكمة تمسك بالأمن والإقتصاد،واضعاف قواها العسكرية،لتعميم الفلتان السياسي والمؤسساتي والأمني، لتتذرع أميركا بأنها ملزمةبتمديد إحتلالها للعراق،حتى يعود الإستقرار إلى طبيعته،كما فعلت عندما خربت المؤسسات في لبنان،وكادت أدواتها السياسية تطيح بالكيان اللبناني إلى الهاوية،بالحرب الإسرائيلية ومصادرة الحكومة،وبعدما أطاحت بنتائج الإنتخابات الديمقراطية في فلسطين والغت الحكومة الشرعية(لحماس)ونصبت حكومة فياض مما قسم الجسد الفلسطيني ليسهل إبتلاعه بالحصار والنار في غزة وبالمستوطنات في الضفة،
ويتكرر السيناريو الأميركي في العراق،فإن استلم إياد علاوي الحكومة العراقية،فإن النار ستشتعل إحتجاجا،وبواسطة الضحايا من الشيعة والأكراد وإن لم يستلم ستشتعل النار بإسم السنة المعترضين،وفي كلا الحالتين،تبقى أميركا الحاكم والجلاد واللص الناهب، ويبقى العراق مشتعلا والشعب وقود الفتن المذهبية والقومية،لعل نيرانه تمتد إلى البلاد المجاورة وخاصة إيران وتركيا،ليسهل الإمساك بقرارهما أو ترويضهما لأنهما نقلتا الصراع العربي- الإسرائيلي الى مستوى الصراع الإسلامي- الإسرائيلي،وهذا ما يشكل تهديدا حقيقيا للكيان الصهيوني،على مستوى العالم وزيادة مآزقه الإقتصادية والسياسية والأمنية.
إذا لم تنجح أميركا بتعميم الفتنة ، فإنها ستلجأ لإغتيال بعض الزعامات السياسية أو الدينية،و لن تتأخر في استعمال هذه لورقة الإجرامية الدموية،كما فعلت في باكستان وفلسطين ولبنان وغيرها.مستندة الى تاريخ العراق السياسي، الذي تميز منذ نهاية حكم الحلفاء الراشدين،بالمنهج الدموي،حيث كان السيف هو أداة التغيير وتداول السلطة في العراق، ،واعتمدت طريقة الإغتيال أو الإنقلاب وسيلة للحكم في العراق، ، ،وعندما تحول الحكم ثوريا، صار قائد الثورة اللاحق يغتال (قائد الثورة)السابق ،حتى تعممت موعظة بعض الحكماء للحجاج الثقفي بعد دخوله قصر الإمارة في الكوفة قائلا: (ما جلس أحد مكانك قط... إلا وقطع رأسه على هذه المنضدة)

إن الوضع العراقي، مؤشر للحرب القادمة في المنطقة،فإن سقط العراق بيد الأميركيين بواسطة حكومة تنقاد كليا إلى المشروع الأميركي،فإنها ستعمل على مشاغلة سوريا وإيران على الحدود المشتركة،حتى يسهل للإسرائيليين وبغطاء أميركي البدء بالحرب القادمة ،علها تستطيع الثأر لهزيمتها المتكررة في لبنان وغزة،وتمنع وحدة الجبهات التي أعلنت في دمشق.
لكن السؤال المطروح... هل أن ما تريده أميركا هو قدر محتوم؟..أم أن الشعوب قادرة على تغيير المعادلة ،بعد توصيف المشاكل لمعالجتها ومقاومة تداعياتها...؟.
هل أن إنقاذ العراق مسؤولية شعبه وسياسييه أم مسؤولية عربية...إسلامية مشتركة؟.
وهل يظن البعض أن لهيب العراق سينحصر في داخله ولن يمتد إلى البلاد المجاورة...؟

إن المسؤولية الأساس تقع على العراقيين أولا ، للإمساك بالقرار العراقي الوطني المستقل، ومواجهة الإحتلال الأميركي ، العدو الأساس والمثير للفتنة، وحصار أدواته ومخخططاته، لحماية ظهر دول الممانعة في سوريا وإيران،ولحماية ظهر المقاومة،وعلى دول الممانعة، التحرك لمساندة الوطنيين العراقيين ،لصد المشروع الأميركي المتمثل بالفتنة والفلتان الأمني،فمحور المقاومة معني بحماية أجزائه ليبقى الجسد قادرا على الصمود والمقاومة كما قال رسول الله (ص) (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ، كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).
ولايخافن احد، فالتاريخ ينبئ بأن المستقبل لحرية للشعوب ..والإحتلال الى زوال مهما طال الزمن

د.نسيب حطيط

مقالات ذات علاقة


مقابلة في الذكرى الثانية عشرة للثورة البحرينية نسيب حطيط - التحية للأخوة اهل...


التحالف العربي الاسرائيلي نسيب حطيط ان مشروع حصار المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية من قبل العدو...


المجلس الشيعي وسوريا نسيب حطيط ان #علاقة_الشيعة بسوريا علاقة تاريخية قديمة منذ #الشهيد_الاول...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by